29 يناير 2013

حتى في الموت ستجد الحياة








الحياة التي تعيشها هي القصة التي أخُبرت بها..
أبتداء من يومك الذي ولدت فيه حتى إلى ما تشيخ..

لماذا أنا هنا؟ ومالذي سأفعله؟
مسارك الذي تأخذه متروكاً لك..
عندما كُنت صغيرًا؛ لعبت ألعاب صبيانية..
والآن بعد ما كبرّت كل الأشياء تغيرت..
عندما أنظر خارجاً من نافذتي للمطر المتساقط..
أفكر في حياتي.. في الحزن والألم..
عندما أفتح عيناي، أرى ضيّاه..
ثم أتذكر أنني أنقذّت من قِبَل المسيح..
حتى في الموت لن تكون ابدأ وحيدًا..
مؤكدًا سيأتي ويأخذك إلى منزلك..
لذا، رجاءًا تذّكر هذه الكلمات التي أكتب..
حتى في الموت ستجد الحياة..



نص مترجم بواسطتي



 صاحبه الأصلي Night

13 يناير 2013

قصتي مع القراءة






حياتنا مصنع تجارب فنجّرب أشياء جديدة، منها مَنْ يستمر معنا ويصبح روتين ومنها أشياء ننفر منها، وتحديدًا في حياتي هناك أشياء كُنت مُتيم بها وأتحرى شوقًا لأعيشها وأجربها. تبدأ قصتي نهاية سنة 2011 وبدأت بها حلم جديد.

قصة القراءة لديّ تعتبر نوعًا ما تقليدية؛ حدثت بفعل التكرار كما تسقط قطرات الماء على الصخر.  بدأت هواية جديدة غير أنها من المفترض أن تكون أسلوب ومنهج حياة، هي كانت هكذا لم أتي بشيء من عندي بل هذا ما أتفق عليه الكثير من الكُتاب والمُفكرين الذين رحلوا عنا بعد تجرية وبحث في حياتهم إلى أن وصلوا إلى هذا النهج.

في بادي الأمر، كُنت دائما أجلس مع صديقي، فكلما أتيت إليه في مقر عمله أو خرجنا معًا، كان إما يقرأ أو يتحدث معي عن القراءة والكتب وفي الحقيقة كُنت في كثير من الأحيان أكره ذلك، أليس هناك مواضيع أخرى للتحدث عنها غير الكتب وقرأتها، لماذا هو محصور في هذا الموضوع؛ لماذا كل هذا الممل؟ نصحني كثيرًا بأن أقرا ولكن طالما رفضت ذلك، ألدي وقت للقراءة؟ أأنا بهذا الفراغ لأقر، حتى يئس منيّ ومن كثرت محاولاته بأقناعي بالقراءة، حتى قال سأعطيك كتابَا وعليك أن تقرأه فأن لم يعجبك فلن أتحدث عن القراءة مطلقاً معك، ولسان حاله يقول، سأتركك في جهلك وبؤسك الأبدي، فبعد المحاولات رضخت للأمر  وكان سلاحه الأخير كتاب "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" للكاتب الأمريكي ديل كارنجي وفعلاً قرأت الكتاب لغرض الانتهاء منه وأنتهي من هذا المنوال المتكرر وبينما أتقدم في قراءة الكتاب  وتقليب الصفحات وجدت نفسي أستمتع بالقراءة وبشغف ذهبت إلى صديقي لأخبره بأنهائي للكتاب وأنه أعجبني وأيضا راقت لي فكرة القراءة مما جعلني أفكر بأنني قد وجدت نفسي في القراءة.
 فبدأت أسأل نفسي وأتسأل بين جميع الأشياء التي جربتها لماذا لم أجرب القراءة، فأدركت بأني كم كُنت ضائعًا في دوامة الحياة المملة، أعمال روتينية، عقول ميتة، أرواحًا تائه. شكرًا لك يا صديقي، فأنت لم تجعلني أقرأ بل أعدتني للحياة، غيرت حياتي، غيرت أحلامي بل من الأساس ربما لم تكن هناك أحلام، كم حدثتك كثيرًا بانك غيرتني لكنك دائما تقول بأنك لم تفعل شيء وإنما تقول كل ما فعلته هو أنني فقط حببت بالقراءة! وهل هذا شيء قليل.. لك الأجر يا صديقي أينما كنت. ربما يبدو لك ما فعلت شيئًا بسيطًا، بما أنك كُنت تقرأ منذ العاشرة أو اكثر بقليل. عندما كنت تجّمع مصروفك اليومي القليل وتشتري به روايات أحمد توفيق ونبيل فاروق ومغامرات شارلوك هولمز لأرثر كونان دويل. لم أعش هذه اللحظات الجميلة يا صديقي! لحظات الشوق، لحظات متعة اقتناء الكتب بعد صبرًا طويلا.
 يا صديقي، طفولتي لم تكن هكذا، كم أغبطك عليها، عندما كُنت في عمرك أو أصغر منك كثيرَا كُنت ألهو عبثًا مثل باقي الأطفال.

بدأ طريق القراءة بعد ذلك الكتاب بتوصيات صديقي من كتب ذات مواضيع بسيطة فقط للاستمرار في هذا الطريق. قرأت لأجاثا كريستي وقرأت كتاب كيف أصبحوا عظماء وما إليها من كتب أخرى. الجميل في الأمر هو أنني أتذكر من أول الكتب التي قراتها وتعلقت في بالي كثيرًا وأيضا أول كتاب أنهيه بجلسة واحدة من استمتاعي به كان كتاب بيكاسو وستاربكس للكاتب الإماراتي الرائع ياسر حارب، فما زلت أتذكر أين قراته وماذا كنت أشرب وكيف كنت اجلس لقرأته، فعلاً بدأت بصنع ذكريات جميلة تمسح المؤلمة منها، أنها بداية حياة جديدة لن تتوقف عن العيش، لن تتوقف عن التنفس باختصار حياة لن يقف أمامها أحد، حياة رأت النور البعيد الذي في نهاية النفق وتسعى جاهدة للخروج إلى النور، إلى الحياة.